By
Maulana Wahiduddin Khan
مصدر: The Age of Peace (Arabic)

يقال إن المسلمين في كافة أنحاء الأرض متورطون في أعمال العنف.. البعـض مـتـورط في أعمال السنـف «السلبي» والبعض الآخر متورط في أعمال العنف «الفاعل... إن مجرد التفكير بطريقة متطرفة يمكن أن نصفـه بالعنف السلبي أو الخامل، بينما ثقافة حمل السلاح يمكـن أن نصفهـا بالعنف الفاعل. هذه الظاهرة لها علاقة بالمسلمين ولكـن لـيـس لها علاقة بتعاليم الإسلام.

الحقيقة وفقاً لمفهوم القرآن الكريم هي أن المسلمين هم الأشهاد على العالمين، قال تعالى: « وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا » ، (سورة البقرة 143)، وهـي المهمـة نفسها التي وكل بها اليهود قبل الإسلام كما ورد في نص الإنجيل أولذلك فأنتم شهدائي قال الرب}".. وردت هذة الحقيقة في القرآن في قوله تعالى: ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبين للناس ولا تكتمونه قنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون » ، (سورة آل عمران 187).

كان اليهود أهـل الكتاب وحملة الرسالة، ولكنهم في فترة متأخرة مـن تاريخهـم نـسـوا بالكليـة وتخلصـوا مـن مفهـوم كونهـم الأشـهاد. استبدل اليهود مفهوم «الأشهاد» مفهوم «الخيرية» أو تزكية الذات، وحـذا المسلمون اليوم حذوهـم، إذ إن تفكيرهـم يقـوم على ذات المصطلح، مصطلح الخيرية وتزكية الذات.

الـفـكـر الـذي شـاع وانتشر في القرن الحالي قـاد في نهاية الأمر إلى أعمال العنـف تحـت مـسـمى الجهاد، حين صـاغ وتبنى المسلمون المعاصرون المحاربـون مفهوماً خاصاً بهـم لمعنى وغاية الجهاد ألا وهو إقامـة حـكـم اللـه في الأرض، وأختاروا لقتالهـم العسكري الدينـي مبرراً بأن سموه بمسمى الجهاد.

إن الفكر الإسلامي الذي ظهـر مؤخـراً يقـوم عـلى معنى الخيرية والذي يتلخص في معنى «نحـن خلقـاء الله في الأرض». لهذا الفكر نظر الأدب الإسل امي بكل قوة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وأعيد إحياء هذا المفهوم بصورة أكرب في العرص الحديث على يد اثنين من المفكرين الإسل اميين: المرصي سيد قطب (1906 - 1966 م) في العالم العربي، والباكستاني الأصل سيد أبو الأعلى المودودي (1903 - 1979 م( عند غري العرب.

هذا الفكر الذي شاع وانتشر في القرن الحالي قاد في نهاية الأمر إلى أعامل العنف تحت مسمّى الجهاد، حني صاغ وتبنى المسلمون المعاصرون المحاربون مفهوماً خاصاً بهم لمعنى وغاية الجهاد ألا وهو إقامة حكم الله في الأرض، وأختاروا لقتالهم العسكري الدينى مبرراً بأن سمّوه بمسمّى الجهاد.

الجهاد لفظاً هـو بـذل الوسع، والمعنى الحقيقي لهذه الكلمـة هـو الكفاح السلمي لتبليغ رسالة الله إلى العالمين. صاغ المسلمون المعاصرون المحاربون مفهوماً خاصاً بهم لمعنى الجهـاد وغايتـة ألا وهـو إقامـة حـكـم اللـه في الأرض، وأختاروا لقتالهـم الديني مبرراً بأن سموه بمسمى الجهاد، ولهذا السبب وجـد قبـولاً الناس. لقـد أصحـاب هـذا الفكر ومناصروه أعمالهـم بكونها قتالاً مبرراً وله أصـل، وللقيام بهذه المهمة أضفـوا بطريقتهم الخاصة صفـة الشرعيـة عـلى كل أنواع العنف إلى درجة أنهـم أحـلـوا القيـام بالعمليات الانتحارية. الكثير من صـور

نظـر الأدب الإسلامي بـكـل قـوة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأعيد إحياء هذا المفهـوم بصورة أكبر في العصر الحديث على يـد اثنين من المفكرين الإسلاميين: المصري سيد قطب (1906 - 1966م) في العالم العربي، والباكستاني الأصل ، سيد أبو الأعلى المودودي (1903 - 1979م) عند غير العرب.

[Highlight2]

هـذا الـفـكـر الـذي شـاع وانتشر في القرن الحالي قـاد في نهاية الأمر إلى أعمال العنـف تحـت مـسـمى الجهاد، حين صـاغ وتبنى المسلمون المعاصرون المحاربـون مفهوماً خاصاً بهـم لمعنى وغاية الجهاد ألا وهو إقامـة حـكـم اللـه في الأرض، وأختاروا لقتالهـم العسكري الدينـي مبرراً بأن سموه بمسمى الجهاد.

والسؤال المطروح الـيـوم هـو كيـف مـكـن مواجهة هذا التشدد؟ الجـواب يتطلـب وجـود أيديولوجية مصـادة ومعاكسة، فالجهاديون يزعمون أن قتالهـم عـمـل مشروع مستدلين بتأويل خاطئ للنصر الديني، وعلينـا اليـوم أن نتزع عنهـم مشروعية أعمالهـم باستبدال التأويل الخاطئ للنص لديهم بالتفسير الصحيح، هذه هي الاستراتيجية الوحيدة التي يمكن أن تلقى نجاحاً، مادام الإنسان حيوانا مفكرا يقبل الأشياء عند مخاطبة عقله بطريقة مناسبة والجهاديون ليسوا استثناء. أود أن أسرد قصـة تـدور حـول هـذا المعنى، عند زيارتي لفلسطين قابلـت بعـض الأطفال العرب ينشـدون «هلـم نقاتل هـلـم نقاتل هلم نقاتـل، فإن القتال سبيل الرشاد» فقلت: «إن الأجدر أن ننشـد «هلم نسالم هلم نسـالم فإن السلام سبيل الرشاد.»

أعجـب الأطفال بالمقترح، وأبدوا موافقتهـم ثم استطردوا قائلين: نحـن محاطـون بالأعـداء وإذا إخترنـا السـلام فـما الذي سيحدث؟ أوضحت قائلا: لقـد اخطأتـم باعتباركـم الآخريـن أعـداء، فهم ليسـوا أعداءكـم، بـل هـم المدعوون بالنسبة لكم، والدين أوجـب أن تصلهم رسالة الله.

وفقـا لـقـول الله تعالى : - وشاهد ومشهود *، (سورة البروج 3)، فالمسلمون «شاهد» وغيرهـم مـن بنـي الإنسـان «مشهود». واجبنا هـو تبليغ رسالة الله للعالمين، ثم أشرت لحقيقة أن وسائل العنف لم تحقـق لـهـم أيـة نتائج، ولكنهـم إذا انشغلوا بعمـل الدعوة السلمية، فإن الله وعدنـا بكافـة أنـواع النصر والعـون - ولينصرن الله مـن ينصره إن الله لقـوي عـزيز * (سورة الحج 40).

عبر الأطفـال العـرب عـن فرحتهم بما قلت، وقدم أحدهم غصن زيتـون مـن شـجيرة بالجـوار رمزاً للسلام. وإذا أخذنا الاعتبـار الطبيعة البشرية فإنه يمكـن القـول إن هذه التجربة قابله للتطبيق على كل المسلمين في كافة أنحاء العالم.
QURANIC VERSES2:1433:18785:322:40
Share icon

Subscribe

CPS shares spiritual wisdom to connect people to their Creator to learn the art of life management and rationally find answers to questions pertaining to life and its purpose. Subscribe to our newsletters.

Stay informed - subscribe to our newsletter.
The subscriber's email address.

leafDaily Dose of Wisdom