By
Maulana Wahiduddin Khan
مصدر: The Age of Peace (Arabic)

حين ترأس الجنرال راحيل شريف القائد الأعلى للقوات المسلحة الباكستانية المؤقر المنعقد في الأكاديمية العسكرية للدفاع بإسلام أبـاد في يونيو 2015م، أعلن» أن كشمير وباكستان لا يمكن أن تنفصلا وأن ضـم كشمير هي الغاية السامية التي يسعى لتحقيقها»*

إن مقولتـه هـذه تظهر جانباً كبيراً عن العقلية العسكرية للمسلمين في وقتنـا هـذا، وهـي السـبـب مـن وراء انخراط المسلمين في أعمال العنف في بقاع الأرض جميعاً، فالبعـض قـد انخرط فيـه مباشرة، أما الآخرون إنما يفكرون على الشاكلة نفسها.

ليس أمام المسلمين إلا خيار وحيـد ألا وهـو الانخراط في نشـاط الدعوة السلمي.

ظاهرياً هناك جماعات وطوائف متعددة داخل المجتمع المسلم، إلا أنها جميعا تحمـل فـكـرة مشتركة واحدة، وهي أن لها غاية سامية لم تدرك وتسعى جاهدا لتحقيقها. يبـدأ الحافـز عـلى مستوى العقل، وسرعان ما تبدأ المطالبات والاحتجاجات، وفي نهاية المطاف يستخدم العنـف، فـمـا هـي الغاية السامية التي لم تتحقق بعد؟ لدى البعـض هـي كشمير، والبعض الآخـر هـي القدس، وعند الخلافة، أو تطبيق الشريعة، هذه هي الغايات التي يقاتل المسلمون مـن أجلهـا أعـداء مفترضين، ولكن رغم مضي فترات طويلـة مـن الزمـن لم تتمكـن أي مجموعـة مـن تحقيق غايتهـا هذه آخريـن هـي لمـاذا – إذن - هـذا الفشـل؟ هناك آيـة قرآنية تلقي الضوء على هذه المسألة حيـث يقـول الله تعالى: «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)، (سورة آل عمران 139). وأيـات عديدة أخرى تبين أن النجاح في هذه الدنيـا حـليـف من يسير وفق السنن الإلهيـة، ومن يخالفهـا فـلـن يتحقـق لـه النجاح، وهـذه السـنـن لا تحـابي أحـدا سـواء كانوا مسلمين أو غيرهم.

هذه السنن تعني أن الغلبة السياسية لا تكون دائما لصالح مجموعـة مـا، فقـد تـكـون في أيـدي البعـض في زمـن مـا، ثـم في أيـدي آخرين في وقت آخـر ولقـد ذكـر هـذا المبـدأ في مواضع عديدة في القـرآن، على سبيل المثـال سـورة آل عمران، الآية 26: «و قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء . .

طبقاً لهـذا المبـدأ فـإن عـدم تحقيـق أحـد مـا لهـدفـه رغـم الـحـرب والقتـال دليل على أنـه يخوض حرباً في غير محلها. إنها محاولة تحقيق هدف مستحيل طبقا للقوانين الربانية. إن المبادرة بإعلان الحرب في هذا الوضـع أمـر مسموح به، أما الاستمرار فيها فليس له مبرر. فقد تعلن جماعـة مـا الحـرب لتقديرات خاطئـة ثـم تـدرك أنها فشلت في تحقيق هدفها المطلوب رغم التضحيات العظيمة في الأرواح والأموال، عندها يتوجب عليها أن تتوقف حـالا، وتغير وجهتها إلى الوجهة الصحيحة، في هذه الحالة فإن البداية الخاطئة يمكن الصفح عنها، أما الاستمرار على الخطأ نفسـه فهـو أمر مرفوض رفضا تاما ولا يمكـن الصفح عنه. تنخرط العديد من الجماعات الإسلامية اليوم في القتال لتحقيق غايتها السامية غير المدركة، ولكن الأحداث تظهر أنها جميعاً تواجه الفشل التام، لقد حان الوقت أمام الجميع لأن يتوقفوا ويغيروا وجهتهم

ويسلكوا الطريق الصحيح، إنـه مـن الضروري على كل مجموعة أن تضع حدا لهذا الأمر وتتوقف عن القتال ولتكتشف من خلال دراسـة القرآن والسنة النبوية العمل الذي يتوجب عليها القيام به. إن العنـف لا يعـد أبـدا الخيار أمام المسلمين، ولا يجب أن تكون غايتهـم الكفاح من أجل تحقيق الأهداف السياسية.

ليس أمام المسلمين إلا خيار وحيـد ألا وهـو الانخراط في نشـاط الدعوة السلمي.

يتبين لنـا مـن خـلال دراسـة القـرآن أنـه منـزل للنـاس كافـة، قال تعالى: « تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا » . (سورة الفرقان 1)، لذا فإن الغاية السامية التي لم تـدرك بالنسبة للمسلمين هـي واحـدة وهـي تبليغ تعاليـم القـرآن ونشرها في العالم أجمع.

[Highlight2]

على المسلمين أن يدركوا أن عـدم نجاحهم في كل المجالات التي يخوضون فيهـا إشارة وتنبيـه ربـاني لـهـم، وعليهم أن يعلموا أن الله غير راض عـن الأنشطة التي يمارسونها اليوم، إن ما يرجـوه منهم أجـل الغاية المطلوبة الصحيحة، ولـو أنهـم قامـوا بذلك فسيستحقون نصرة الله، - ولينصرن الله من ينصره إنّ الله لقـوي عـزيز» (سورة الحج 40). الله هو العمـل مـن

إن الله في انتظار أن يمـن ينصره على الذين يختارون القيام بالهدف الصحيح وهـو النشاط الدعوي السلمي.
QURANIC VERSES3:1393:2625:122:40
Share icon

Subscribe

CPS shares spiritual wisdom to connect people to their Creator to learn the art of life management and rationally find answers to questions pertaining to life and its purpose. Subscribe to our newsletters.

Stay informed - subscribe to our newsletter.
The subscriber's email address.

leafDaily Dose of Wisdom